الحظ العاثر

عاش أحمد، الموظف البسيط في إحدى شركات الدار البضاء، حياةً مليئة بالضغوط المالية. راتبه الزهيد بالكاد يُغطي إيجار شقته المتواضعة في حي شعبي فقير، ونفقات علاج والدته المريضة. في ليلةٍ يائسة، وبينما كان يتصفح الإنترنت، وقع على إعلانٍ عن مراهنات كرة القدم. بقلبٍ يرتجف، راهن بآخر ما لديه من مال على مباراةٍ غير متوقعة... وفازبمبلغ كبير هبط في حسابه كالسحر. تحوّل أحمد إلى ملكٍ بين ليلة وضحاها. استقال من وظيفته، اشترى سيارة فاخرة، وانتقل إلى شقةٍ بمنطقة راقية بدأ ينفق بلا حساب، يُنظم الحفلات، ويساعد الأصدقاء والأقارب الذين تدافعوا كالنحل حول العسل. حتى خطيبته القديمة عادت تُظهر له الحب. لم تمضِ أشهر حتى بدأت المشاكل. صديقه خالد أقنعه بتمويل مشروع "استثماري" واختفى بثلث المال. عمته طالبت بعلاج ابنها من السرطان، لكن الابن توفي رغم الدفع. ثم جاءت الضربة القاضية: شقيقته الصغرى، مريم، احتاجت عملية قلب مكلفة. دفع أحمد كل ما تبقى، لكنها نجاَت ليكتشف لاحقاً أن الطبيب كان محتالاً. تحوّل الفرح إلى كابوس. حاول أحمد استعادة مجده بالمراهنة مجدداً، لكن الحظ خانَه. دخل في دوامة ديون مع مقرضين ذوي سمعة مريبة. حتى خطيبته تركته عندما رهن مجوهراتها. في ليلةٍ ماطرة، سرقوا سيارته الفاخرة، وباعوا أثاث شقته الجديدة. وجد نفسه عائشاً في غرفةٍ صغيرة بمنزل والدته، حيث بدأ قصته. جلس أحمد على كرسي خشبي في غرفته القديمة، يحمل صورةً لوالدته الراحلة. ابتسم بمرارة، مدركاً أن المال زائل، لكن الكرامة والإرث الأخلاقي يبقيان. قرر أن يعيد بناء حياته من الصفر...
شارك:

الاكثر تصفحا

ارشيف المدونة